Arabic |
إذا كان الكتاب أساس الحضارة الإنسانية وخزانة تراثها وعمادها المتجدد مع الأجيال، منذ أن كان في شكله الحجري حتى صار باللغة الرقمية، مرورا بصحائف الورق وألواح الخشب والمعادن، فهو سيظل النسغ الحيوي المتدفق في وعي البشر وشجرة الحياة وتراث الإنسان وتطلعاته الحضارية عبر المستقبل المرتجى.
ومع انطلاق الدورة الخامسة والثلاثين لـ #معرض_الكتاب_الدولي في #الشارقة، يسعدني أن أتوجه إلى الأصدقاء المنظمين لهذا المعرض والمشرفين عليه، وإلى رواده كافة، بعاطر التحية والتقدير، وأبارك جهودهم الميمونة في متابعة هذا النهج الفكري والثقافي الكريم الذي اختطه ويرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور / سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
إن تعلقنا بالكتاب ومحبتنا له، إلى جانب الاحتفاء بمعارضه الوطنية والعربية والعالمية، ما هو إلا تأكيد على القيمة العلمية والروحية والتاريخية التي يمثلها هذا المنجز الإنساني المضيء في سجل الثقافة والتراث على مدى التاريخ الحضاري. ولا شك أن البيت الخالي من مكتبة تزين صدره وتؤنس ليالي ساكنيه بأشهى ثمرات الإبداع من آداب وعلوم وفنون، هو صحراء بلقع لا ماء فيها ولا أنيس ولا حياة. من هذه القيمة التي يمثلها الكتاب، على مستوى الواقع والرمز والأمل، نرى أن التلميذ يحمل كتابه ويضمه إلى قلبه وهو في طريقه إلى المدرسة أو البيت، كما يفعل الكبار.
وإذا كانت المكتبة في عصرنا زينة لكل بيت وزادا عقليا لكل من فيه، فإن الاطلاع على ما فيها من روائع الخيال وكنوز الفكر والمعرفة هو السراج الوهاج الذي ينير دروب الحياة ويحفز البشر على التقدم والتعاون والسلام.
ومن جديد، أحيي مهرجان الكتاب في الشارقة، وأتمنى أن يظل منارة متجددة إلى جانب منارات الإمارات ومهرجاناتها الفكرية والثقافية والتراثية الأخرى. إن الأمم لا تتقدم ولا تزدهر إلا بفضل الكتاب وقراءته بوعي ومحبة واهتمام، في البيت والمدرسة وفي كل فسحة من وقت، منذ الطفولة حتى آخر محطة في العمر.
*محمد أحمد السويدي.