في سلمونا، ايطاليا
البلدة التي شهدت مولد الشاعر أوفيد
#محمد_أحمد_السويدي
اتَّجَهْنا إلى الشّرق منْ رُوما عبرَ تلالٍ خضراء، ووِهَاد، إنّها جِنانُ إيطَاليا، السُّحبُ تُكلل هامات الجبال، والنسيمُ ينبعث رقراقاً عبر الخمائل المبثوثة إلى أقصى المدى .. سلمونا، موطن الشاعر أوفيد ومهد صباه، تستقبلنا بعرسٍ جماعي، علمنا سلفاً أنّ الشاعر قد أعده لنا لنتعرف على الوجوه الصبيحة الذي وصفها في فن الهوى وقصائد حب. قرأت له ترجمتي العربية لقصيدته الخالدة – إخلاص- وإليكم القصيدة:
أنا لا أسأل الإخلاص من امرأة حسناء
حسبي من الحقيقة اتقاء الألم
أنا لا ألزمك التحّلي بالعفاف
بل أناشدك التكتم بالأمر
إن إدّعاء امرأة الطهر لهو الطهر نفسه
ياللجنون
أن تعترف نهارا بآثامك ليلا
وأن تدلي علنا
بما إقترفت سرا
المومس التي توشك أن تضاجع
رجلا من قارعة الطريق
تحكم رتق الباب
فهل ينبغي لمثلك الجهر بمعصيته
لتقيمي على نفسك الدليل
إلزمي الحكمة
وتعلمي محاكاة الفتاة العفيفة
ودعيني أصدّق أنك خيّرة
ولو لم تكوني كذلك
دعي الطيش للفراش
نحّي هناك الفستان جانبا
وليلف الفخذ الفخذ
لتهب الشفة القرمزيّة قبلها
وليعبّد الهوى ألف طريق للرغبة
لتنهمر الكلمات الآسرة والآهات
إلى أن تسري في السرير رعشة لعوب
اخدعيني
واخدعي جميع من حولك
دعيني في جهل من أمري
أمضي في الحياة كالساذج السعيد
ما جدوى علمي برسائلك ذاهبة وآتية
ما جدوى مشاهدة أثريكما في السرير
أو فوضى الشعر وتلك فوضى لا يطيقها النوم
بل ما جدوى تلمّس الكدمات في جيدك
وإذا دفعتك الخيلاء
بالفجور على مرأى مني ومسمع
فارحميني وارحمي سمعتك
أجنّ وأموت عندما تجهرين بالخطيئة
أنضح عرقا من الرأس إلى القدم
حينها أحبك وأقلاك
وبلا جدوى
أتمنى زوالي وزوالك
أما وقد جنحت للكتمان فلن أتحرّى ولن أراقب
سأسدي الشكر للمكر والخديعة
وحتّى لو وقعت على الحقيقة
ورأيت فعلك الفاحشة بأم عيني
ستنكر العين ما رأت عيانا
ستنالين نصرًا سهلًا
من امرئ ينشد الخسارة
ولكن تذّكري شيئا واحدا فقط
قولي لم أفعل
ولأنك ستحرزين قصب النصر بجملة قصيرة كهذه
أحْرِزِيهِ على عاتق القاضي
إنْ لم تكن القضيّة.
عند النّصب المقام في ساحة المدينة أقفُ منشدًا الشاعر قصيدته العربية، ها قد افتر ثغره عن ابتسامة، الآن أشعرُ بأنّ السكينة ستلازمني في حياتي كلّها..
محمد السويدي