قدموس وهرمونيا - من كتاب التحوّلات لأوفيد
قدموس وهرمونيا
من كتاب التحوّلات
لأوفيد
لا يعرف ابن آجينور
أنّ ابنته وحفيده صارا في عداد آلهة البحر.
وها هو، بعد الشّقاء الطّويل المتواصل،
وبعد الأعاجيب التي كان شاهداً عليها،
يُغادرُ المدينة التي أسّسها مُستسلماً لغمِّه،
كما لو أنّه كان رازحاً تحت قدَر يعمُّ البلاد،
لا تحت قدره الخاصّ.
بعد أن تشرَّد طويلاً،
وصل مع زوجته إلى أرض إيلّيريا (L`Illyrie)
الآن، تحت ثِقلِ السّنواتِ وسوء الحظّ،
يتذكّران المصائب الأولى التي مرَّت على عائلتيهما،
ويعرضان في أحاديثهما الآلامَ التي كابداها.
قال قدموس:
"كان إذن مقدَّساً
ذلك التنّين الذي شككتهُ برُمحي
عندما غادرتُ صيدون،
ونثرتُ على الأرضِ أسنانه السّامّة
بذاراً لم يكن معروفاً حتى ذلك الوقت ?
إن كانت الآلهة تستبسلُ بتوجيه ضرباتِها إليَّ،
انتقاماً لذلك التنّين،
فإنّني أتوسّلُ إليها أن تجعل مني أنا كذلك تنّيناً
يتمطّى بعقده الطّويلة."
لم يكد يُنهي كلامه،
حتى تمدَّد كمثل تنّينٍ،
وأخذت خواصره تتطاول،
وبدأ يرى على جلده المتصلّب حراشف تظهر،
ويرى بُقعاً زرقاء تظهر كذلك، هنا وهناك، على جسمه الذي اسودَّ.
سقط على صدره ورأسه إلى أمامه،
والتأمت فخذاه، الواحدة بالأخرى،
ورقّتا رويداً رويداً،
وأخذتا شكلاً برأسٍ مستدير.
بقيت ذراعاه،
بسطهما أمامه، وقال وهو يغسل بدموعه وجهه
الذي كان لا يزال وجه إنسان:
"اقتربي يازوجتي، اقتربي
أيَّتها التاعسة الحظّ.
المسيني، ما دام هنالك شيءٌ مني،
خذي هذه اليد، ما دامت لا تزال لي،
وما دام كياني كلّه لم يتحوَّل بعد إلى تنّين."
كان يودُّ أن يُتابع كلامه،
لكن فجأة، انشقَّ لسانه اثنين،
ولم يعد الكلام يُطاوعه.
وكلّما تهيّأ لكي يُفصحَ عن شكوى،
صار يفحُّ.
الفحيحُ هو الصّوت الوحيدُ الذي تركته له الطّبيعة.
وصرخت زوجته، لاطمةً صدرها العاري:
"ابقَ، قدموس.
اخلعْ، أيُّها التاعس، هذا الشّكل المخيف.
ما هذا إذن، يا قدموس ?
أين قدماك ?
أين كتفاكَ، يداكَ، لونك، وجهك،
وأينَ ما تبقّى ?
لماذا يا آلهة السّماء، لا تحوّلينني،
أنا كذلك، إلى أفعى ?"
لم تكد تنهي كلامها،
حتى لعِقَ قدموس وجه زوجته،
واقترب من صدرها الحبيب،
كأنه يتعرَّف عليها،
وطبعَ عليه قبلاً،
وحاول، كما كان الأمر في الماضي أن يتعلّق بعُنقها.
استولى الرُّعب على الحاضرين جميعاً،
(فرفقاء قدموس كانوا معه)
لكن هي، أخذت تداعب العنقَ الأملس لهذا التّنين،
المتوّج بقُنزُعة.
فجأة،
ها هما حيّتان تزحفان
وتقرّب الواحدة إلى الأخرى مطاويها
حتى لحظة اختفائهما في أعماق الغابة المُجاورة.
إنّهما حتى اليوم،
لا يَهربان من البشر،
ولا يلدغانهم أبداً.
فهذان التنينان الأليفان
يحتفظان بذكرى أصلهما البشري وحياتيهما في الماضي.
قدموس وهرمونيا
من كتاب التحوّلات
لأوفيد
لا يعرف ابن آجينور
أنّ ابنته وحفيده صارا في عداد آلهة البحر.
وها هو، بعد الشّقاء الطّويل المتواصل،
وبعد الأعاجيب التي كان شاهداً عليها،
يُغادرُ المدينة التي أسّسها مُستسلماً لغمِّه،
كما لو أنّه كان رازحاً تحت قدَر يعمُّ البلاد،
لا تحت قدره الخاصّ.
بعد أن تشرَّد طويلاً،
وصل مع زوجته إلى أرض إيلّيريا (L`Illyrie)
الآن، تحت ثِقلِ السّنواتِ وسوء الحظّ،
يتذكّران المصائب الأولى التي مرَّت على عائلتيهما،
ويعرضان في أحاديثهما الآلامَ التي كابداها.
قال قدموس:
"كان إذن مقدَّساً
ذلك التنّين الذي شككتهُ برُمحي
عندما غادرتُ صيدون،
ونثرتُ على الأرضِ أسنانه السّامّة
بذاراً لم يكن معروفاً حتى ذلك الوقت ?
إن كانت الآلهة تستبسلُ بتوجيه ضرباتِها إليَّ،
انتقاماً لذلك التنّين،
فإنّني أتوسّلُ إليها أن تجعل مني أنا كذلك تنّيناً
يتمطّى بعقده الطّويلة."
لم يكد يُنهي كلامه،
حتى تمدَّد كمثل تنّينٍ،
وأخذت خواصره تتطاول،
وبدأ يرى على جلده المتصلّب حراشف تظهر،
ويرى بُقعاً زرقاء تظهر كذلك، هنا وهناك، على جسمه الذي اسودَّ.
سقط على صدره ورأسه إلى أمامه،
والتأمت فخذاه، الواحدة بالأخرى،
ورقّتا رويداً رويداً،
وأخذتا شكلاً برأسٍ مستدير.
بقيت ذراعاه،
بسطهما أمامه، وقال وهو يغسل بدموعه وجهه
الذي كان لا يزال وجه إنسان:
"اقتربي يازوجتي، اقتربي
أيَّتها التاعسة الحظّ.
المسيني، ما دام هنالك شيءٌ مني،
خذي هذه اليد، ما دامت لا تزال لي،
وما دام كياني كلّه لم يتحوَّل بعد إلى تنّين."
كان يودُّ أن يُتابع كلامه،
لكن فجأة، انشقَّ لسانه اثنين،
ولم يعد الكلام يُطاوعه.
وكلّما تهيّأ لكي يُفصحَ عن شكوى،
صار يفحُّ.
الفحيحُ هو الصّوت الوحيدُ الذي تركته له الطّبيعة.
وصرخت زوجته، لاطمةً صدرها العاري:
"ابقَ، قدموس.
اخلعْ، أيُّها التاعس، هذا الشّكل المخيف.
ما هذا إذن، يا قدموس ?
أين قدماك ?
أين كتفاكَ، يداكَ، لونك، وجهك،
وأينَ ما تبقّى ?
لماذا يا آلهة السّماء، لا تحوّلينني،
أنا كذلك، إلى أفعى ?"
لم تكد تنهي كلامها،
حتى لعِقَ قدموس وجه زوجته،
واقترب من صدرها الحبيب،
كأنه يتعرَّف عليها،
وطبعَ عليه قبلاً،
وحاول، كما كان الأمر في الماضي أن يتعلّق بعُنقها.
استولى الرُّعب على الحاضرين جميعاً،
(فرفقاء قدموس كانوا معه)
لكن هي، أخذت تداعب العنقَ الأملس لهذا التّنين،
المتوّج بقُنزُعة.
فجأة،
ها هما حيّتان تزحفان
وتقرّب الواحدة إلى الأخرى مطاويها
حتى لحظة اختفائهما في أعماق الغابة المُجاورة.
إنّهما حتى اليوم،
لا يَهربان من البشر،
ولا يلدغانهم أبداً.
فهذان التنينان الأليفان
يحتفظان بذكرى أصلهما البشري وحياتيهما في الماضي.
, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,
Related Articles