الخروج من ليوا - في الطريق إلى "العين" (2-2)
الخروج من ليوا / أمجد ناصر
الكتاب الحائز على جائزة ابن بطوطة للرحلة الصحفية 2008 - 2009
#مختارات_من_أدب_الرحلة
ينتقيها ويعتني بها الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي راعي ومؤسس #جائزة_ابن_بطوطة لأدب الرحلة
في الطريق إلى "العين" (2-2)
شاخصات الطرق، على طول طريق المطار، تحمل أسماء أمكنة عديدة في الاتجاهين، لفت نظري منها اسم "المفرق" وهي بلدة تقع بين أبوظبي والعين وقد ذكرني بمدينتي في الأردن التي تحمل الاسم نفسه، لكن كثرة أسماء العلم على هذه الشواخص، لا تعني وجود مدن أو حتى بلدات كبيرة هناك. بعض هذه الأسماء يحيل إلى مواقع نفطية أو صناعية، وبعضها الآخر أسماء بلدات وتجمعات سكانية صغيرة. فإمارة أبوظبي، تتكون، في الواقع، من ثلاث مدن كبيرة، أولها مدينة أبوظبي العاصمة، وثانيها "العين"، وثالثها "مدينة زايد" كبرى مدن "المنطقة الغربية" التي تقع فيها واحة "ليوا" فضلاً عن عدد من الجزر قليلة الكثافة السكانية مثل "دلما" و "السعديات" و "أبو الأبيض"، أو غير المأهولة إلا بآبار النفط والعاملين فيه مثل "داس" و "زركوه" و "أرزنه".
كل ذهاب في عمق إمارة أبوظبي هو اقتراب من صحراء "الربع الخالي". إنها الخلفية الرهيبة، الجاثمة في الخلف بمتاهة رملية كبرى تتوزع على ثلاثة بلدان في شبه الجزيرة العربية، لكن الذهاب إلى "العين" هو اقتراب، أيضاً، من عُمان، بل قل هو تداخل بها .
هنا يتضح التداخل بين ما هو عُماني وما هو إماراتي الذي أشرت إليه في تضاعيف هذه الكتابة من قبل .
فهذه المدينة التي لم تكن في مطلع السبعينات سوى بلدة صغيرة من بلدات "واحة البريمي" عرفت تنازعا مريرا على سيادتها بين السعودية وعمان والإمارات. عُمان والسعودية أنهيا نزاعهما على جزء من "واحة البريمي" بعد قرار مجلس الأمن الدولي أعطى عُمان حق السيادة على جزء من الواحة، فيما ظل النزاع السعودي الظبياني قائما حتى العام 1974 عندما وقع الطرفان "اتفاقية جدة" التي أقرت بسيادة إمارة أبوظبي على ست من قرى واحة البريمي بما فيها العين، لكن مقابل تنازل أبوظبي عن "خور العديد" الرابط بين أبوظبي وقطر، و80 ٪ من حقول "الشيبة" الغنية بالنفط والغاز، وقد سبقت الإشارة إلى هذا الأمر فى نهاية الجزء الأول من هذا الكتاب.
هناك أكثر من سبب جعل الشيخ زايد يوافق على اتفاقية، يرى بعض المراقبين أنها مجحفة في حق إمارة أبوظبي،منها، كما أشرت، سابقاً، حرص رئيس دولة الإمارات على انتزاع اعتراف سعودي بدولته الوليدة التي لم تكن مملكة آل سعود قد اعترفت بها حتى بعد ثلاث سنين على قيامها واعتراف جامعة الدول الجامعة العربية بها، ونيلها عضوية الأم المتحدة . . لكن، في ظني ليس هذا هو السبب الوحيد. فهناك سبب آخر . سبب شخصي . فــ"العين" هي مربع طفولته وشبابه ونقطة انطلاقه لحكم إمارة أبوظبي، المنصب الذي مكّنه، لاحقاً، من توحيد سبع إمارات صغيرة تنازعت في ما بينها، نحو ثلاثة قرون، في دولة عصرية .
وإذا كانت واحة "ليوا" هي أصل السلطان في هذه الإمارة، وأبوظبي عاصمته، فإن "العين" هي ضلعه الثالث .
قبل ظهور البترول كانت "العين" مصدر غذاء أساسي لسكان إمارة أبوظبي.
السمك من الساحل والخضر والتمور من "العين".
كانت، أيضاً، مصيف الإمارة وسوق عمل ومصدر غذاء لعدد كبير من أبناء القبائل الذين كانوا يفدون إليها في موسم جني التمور .
إنها البقعة الأكثر اخضراراً في الإمارة قبل أن تبدأ عملية التشجير المستمرة مذ تدفقت عائدات البترول إلى يومنا هذا .
بلدة مياه جارية،
وأشجار نخيل باسقة،
وخضر وفواكه، في وقت كانت فيه المياه والخضرة في محيطها الصحراوي الممتد إلى "الربع الخالي" أندر من الكبريت الأحمر .
هذه أسباب جعلت لبلدة "العين" وجوارها أهمية حيوية فى نشأة الكيان الظبياني وتطوره، عدا كونها، نقطة تقاطع استراتيجية للطرق القادمة من الداخل الصحراوي والساحل الشرقي لخليج عُمان والساحل الغربي للخليج العربي وسلسلة "جبال الحجر" الغربية .
إنها عقدة مواصلات لطرق التجارة وحركة الناس .
محطة استراحة .
سوق لسلع تباع فيها وسلع تشترى منها .
أو مقصد نهائي لأفخاذ، أو بطون، من قبائل الصحراء التي تضيق بها فسحة العيش .
فعلى بعد أكثر من 150 كيلومترا، في كل اتجاه، لم تكن هناك واحة أو بلدة تعرف حياة مستقرة سوى "واحة البريمي" التى تقع فيها "العين".

الخروج من ليوا / أمجد ناصر
الكتاب الحائز على جائزة ابن بطوطة للرحلة الصحفية 2008 - 2009
#مختارات_من_أدب_الرحلة
ينتقيها ويعتني بها الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي راعي ومؤسس #جائزة_ابن_بطوطة لأدب الرحلة
في الطريق إلى "العين" (2-2)
شاخصات الطرق، على طول طريق المطار، تحمل أسماء أمكنة عديدة في الاتجاهين، لفت نظري منها اسم "المفرق" وهي بلدة تقع بين أبوظبي والعين وقد ذكرني بمدينتي في الأردن التي تحمل الاسم نفسه، لكن كثرة أسماء العلم على هذه الشواخص، لا تعني وجود مدن أو حتى بلدات كبيرة هناك. بعض هذه الأسماء يحيل إلى مواقع نفطية أو صناعية، وبعضها الآخر أسماء بلدات وتجمعات سكانية صغيرة. فإمارة أبوظبي، تتكون، في الواقع، من ثلاث مدن كبيرة، أولها مدينة أبوظبي العاصمة، وثانيها "العين"، وثالثها "مدينة زايد" كبرى مدن "المنطقة الغربية" التي تقع فيها واحة "ليوا" فضلاً عن عدد من الجزر قليلة الكثافة السكانية مثل "دلما" و "السعديات" و "أبو الأبيض"، أو غير المأهولة إلا بآبار النفط والعاملين فيه مثل "داس" و "زركوه" و "أرزنه".
كل ذهاب في عمق إمارة أبوظبي هو اقتراب من صحراء "الربع الخالي". إنها الخلفية الرهيبة، الجاثمة في الخلف بمتاهة رملية كبرى تتوزع على ثلاثة بلدان في شبه الجزيرة العربية، لكن الذهاب إلى "العين" هو اقتراب، أيضاً، من عُمان، بل قل هو تداخل بها .
هنا يتضح التداخل بين ما هو عُماني وما هو إماراتي الذي أشرت إليه في تضاعيف هذه الكتابة من قبل .
فهذه المدينة التي لم تكن في مطلع السبعينات سوى بلدة صغيرة من بلدات "واحة البريمي" عرفت تنازعا مريرا على سيادتها بين السعودية وعمان والإمارات. عُمان والسعودية أنهيا نزاعهما على جزء من "واحة البريمي" بعد قرار مجلس الأمن الدولي أعطى عُمان حق السيادة على جزء من الواحة، فيما ظل النزاع السعودي الظبياني قائما حتى العام 1974 عندما وقع الطرفان "اتفاقية جدة" التي أقرت بسيادة إمارة أبوظبي على ست من قرى واحة البريمي بما فيها العين، لكن مقابل تنازل أبوظبي عن "خور العديد" الرابط بين أبوظبي وقطر، و80 ٪ من حقول "الشيبة" الغنية بالنفط والغاز، وقد سبقت الإشارة إلى هذا الأمر فى نهاية الجزء الأول من هذا الكتاب.
هناك أكثر من سبب جعل الشيخ زايد يوافق على اتفاقية، يرى بعض المراقبين أنها مجحفة في حق إمارة أبوظبي،منها، كما أشرت، سابقاً، حرص رئيس دولة الإمارات على انتزاع اعتراف سعودي بدولته الوليدة التي لم تكن مملكة آل سعود قد اعترفت بها حتى بعد ثلاث سنين على قيامها واعتراف جامعة الدول الجامعة العربية بها، ونيلها عضوية الأم المتحدة . . لكن، في ظني ليس هذا هو السبب الوحيد. فهناك سبب آخر . سبب شخصي . فــ"العين" هي مربع طفولته وشبابه ونقطة انطلاقه لحكم إمارة أبوظبي، المنصب الذي مكّنه، لاحقاً، من توحيد سبع إمارات صغيرة تنازعت في ما بينها، نحو ثلاثة قرون، في دولة عصرية .
وإذا كانت واحة "ليوا" هي أصل السلطان في هذه الإمارة، وأبوظبي عاصمته، فإن "العين" هي ضلعه الثالث .
قبل ظهور البترول كانت "العين" مصدر غذاء أساسي لسكان إمارة أبوظبي.
السمك من الساحل والخضر والتمور من "العين".
كانت، أيضاً، مصيف الإمارة وسوق عمل ومصدر غذاء لعدد كبير من أبناء القبائل الذين كانوا يفدون إليها في موسم جني التمور .
إنها البقعة الأكثر اخضراراً في الإمارة قبل أن تبدأ عملية التشجير المستمرة مذ تدفقت عائدات البترول إلى يومنا هذا .
بلدة مياه جارية،
وأشجار نخيل باسقة،
وخضر وفواكه، في وقت كانت فيه المياه والخضرة في محيطها الصحراوي الممتد إلى "الربع الخالي" أندر من الكبريت الأحمر .
هذه أسباب جعلت لبلدة "العين" وجوارها أهمية حيوية فى نشأة الكيان الظبياني وتطوره، عدا كونها، نقطة تقاطع استراتيجية للطرق القادمة من الداخل الصحراوي والساحل الشرقي لخليج عُمان والساحل الغربي للخليج العربي وسلسلة "جبال الحجر" الغربية .
إنها عقدة مواصلات لطرق التجارة وحركة الناس .
محطة استراحة .
سوق لسلع تباع فيها وسلع تشترى منها .
أو مقصد نهائي لأفخاذ، أو بطون، من قبائل الصحراء التي تضيق بها فسحة العيش .
فعلى بعد أكثر من 150 كيلومترا، في كل اتجاه، لم تكن هناك واحة أو بلدة تعرف حياة مستقرة سوى "واحة البريمي" التى تقع فيها "العين".
, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,
Related Articles