السؤال وجوابه.. لماذا "لخولة"؟
السؤال وجوابه.. لماذا "لخولة"؟
عكفتُ طيلة سنواتٍ على جعل فكرة الكتاب تنضغط ليبدأ مختبري الداخلي بإنضاجها، ولقد استغرقني الأمر قرابة ثلاث عقودٍ من الزّمان؛ فلقد اكتشفت عندما كنت أراجع تسجيلاتي القديمة وبعض القصاصات التي أعكف على تدوينها بين الفينة والأخرى، أنّ هذا المشروع كان حاضراً على الدوام، وكل ما كنت أحتاج إليه هو الشروع بتدوينه، وهذا ما فعلته.
الأمر مرتبط بالطريقة التي تجعلني أقبض على الفكرة، فكما قبض "ليوناردو" على عشائه الأخير بطريقة لم يسبقه إليها أحد لأنه عكف على تدوير الفكرة فيه قبل أن يطلقها في دير الراهبات، هذا تماما ما فعلته في كتابي (لخولة)
لقد ترك أسلافنا مؤلفات لها شأن عظيم في مجال التنجيم وعلوم الهيئة كما كان يُطلق عليها وأثناء عملي على منازل القمر وهو مشروع وكتاب تناولت فيه التقويم الشمسي عند العرب، ولقد دفعني العمل عليه لارتياد عالم التنجيم من خلال عمقه التاريخي وذاكرة الأجداد، فبدأت أرصد خرائط بعض الأصدقاء والمقرّبين وقد وجدت في بعضها توافقات لطيفة مع أبيات شعرية وقصائد تعود إلى مشروعي الأول (لخولة)! فبدأت بعملية تنسيبها، وإعادة تشبيكها، فكل مقطع يعود لأحد منهم، بشكل أو بآخر، أو كما جاء على لسان أبي الطيب المتنبي:
وَما زِلتُ أَطوي القَلبَ قَبلَ اِجتِماعِنا عَلى حاجَةٍ بَينَ السَنابِكِ وَالسُبلِ
أي أنه كان يبتغي الوصول إلى الممدوح فيطوي قلبه قبل الطريق ليبلغه، وذلك الشأن معي، فلقد طويت قلبي لأصلهم بهذه الأبيات.
لذا لم تكن تلك المقطّعات الـ (365) خبط عشواء؛ بل لقد قطعت بها درباً طويلاً كما تقطع سنابك الخيل الدروب لتبلغ مرادها.
وكل هذا يقودني إلى القول أنّ انشغالي بهذا العمل استغرقني سنوات طويلة، وقد ضمّنته مفاتيح هي في حقيقة الأمر رسالات يعرفها ويدركها أصحابها ممن قصدتهم بالمقطوعات.
وكنت قد عثرت على تسجيلات مرئية لي -وأنا بعد في العشرينات- أتحدث فيها عن هذه القصائد في مجالسنا الأدبية، ولطالما ذكرت الأمر لأصدقاء كمحمود درويش، ونزار قباني، وطلال حيدر، وعبد الرحمن الأبنودي، وخالد الشيخ، ومحمد المصمودي. ولكنّ أكثر من شغفته الفكرة ولم تغادره قط رجل عظيم من رجالات الجزائر -وكان ذلك في عام 2009- سألني عمّا آل إليه المشروع؛ فكانت استعادته للفكرة وسؤاله عنها كالشرارة التي بدا وكأنه قبسها من نار "بروميثيوس" ودفعها إليّ، فاشتعلت الهمة ولم أكفّ عن العمل عليه حتى أنجزته في أربع سنوات من يوم سؤاله.
وهذه الأبيات مأخوذة من مختلف مراحل الشعر العربي بداية من امرئ القيس وعنترة وطرفة وانتهاءً عند المعاصرين كأبي القاسم الشابي وعلي محمود طه، مروراً بشعراء العصر الأموي والعباسي والأندلسي.
هناك رسالات لمن أحبّهم، وكما أحبّ طرفة بن العبد خولته، أحببت كذلك خولتي، فأهديتها الديوان، وهو هدية لكل خولة، فالأسماء تتغير وتبقى خولة، بدأت القصائد بـ «دين الحب» لمحيي الدين بن عربي لمواليد 1 يناير- برج الجدي، لتستمر الأبراج والأيام ولكن في كل مرة مع قصيدة جديدة، على نسق محكم ومدروس ربما يجعلك تندهش من درجه التشابه بين القصيدة واليوم الذي وضعت فيه وفقا لمنظومة المواليد والأبراج في مزيج من الشعر والتاريخ والفلك وعلوم الفراسة والتجربة.
ولمن يسألني ما أهمية أن تجمع الكثير من القصائد في كتاب واحد؟! فإني أعيد عبارتي الأولى التي همست بها في أذن الكون:
"ربما أردتُ أن أوقظهم".. هؤلاء العشاق الذين أضرموا أبدانهم بنار قلوبهم حتى ما عاد بوسعك أن ترى أحدهم لولا سماعك صوته. إنّهم المعادل الموضوعي لهذا الزمن الذي بات يزخر بالكراهية والحقد والشرّ. فعالمنا العربي أصبح في حالة تكاد تفتقد إلى شبيهتها في كل العصور. الأمم من حولنا تتساءل من أين أتى كل هذا الشرّ وأين كان مخبوءاً؟ لا شك في أن العالم العربي عانى كثيراً من الاستعمار والتخلف -وهي معاناة مركّبة بلا ريب- ولكنّ الشرّ الذي صرنا إليه فاض على كل ما يمكن تخيّله، لذا؛ كان لزاماً عليّ أن أوقظ شعراءنا من المتصوفة والعذريين والغزل والتشبيب والنسيب والحبّ لنقول بصوت واحد:
(نحن أمة عرفت الحب كما لم تعرفه شعوب الأرض، وهذا دليلي إليكم ..)
محمد أحمد السويدي

السؤال وجوابه.. لماذا "لخولة"؟
عكفتُ طيلة سنواتٍ على جعل فكرة الكتاب تنضغط ليبدأ مختبري الداخلي بإنضاجها، ولقد استغرقني الأمر قرابة ثلاث عقودٍ من الزّمان؛ فلقد اكتشفت عندما كنت أراجع تسجيلاتي القديمة وبعض القصاصات التي أعكف على تدوينها بين الفينة والأخرى، أنّ هذا المشروع كان حاضراً على الدوام، وكل ما كنت أحتاج إليه هو الشروع بتدوينه، وهذا ما فعلته.
الأمر مرتبط بالطريقة التي تجعلني أقبض على الفكرة، فكما قبض "ليوناردو" على عشائه الأخير بطريقة لم يسبقه إليها أحد لأنه عكف على تدوير الفكرة فيه قبل أن يطلقها في دير الراهبات، هذا تماما ما فعلته في كتابي (لخولة)
لقد ترك أسلافنا مؤلفات لها شأن عظيم في مجال التنجيم وعلوم الهيئة كما كان يُطلق عليها وأثناء عملي على منازل القمر وهو مشروع وكتاب تناولت فيه التقويم الشمسي عند العرب، ولقد دفعني العمل عليه لارتياد عالم التنجيم من خلال عمقه التاريخي وذاكرة الأجداد، فبدأت أرصد خرائط بعض الأصدقاء والمقرّبين وقد وجدت في بعضها توافقات لطيفة مع أبيات شعرية وقصائد تعود إلى مشروعي الأول (لخولة)! فبدأت بعملية تنسيبها، وإعادة تشبيكها، فكل مقطع يعود لأحد منهم، بشكل أو بآخر، أو كما جاء على لسان أبي الطيب المتنبي:
وَما زِلتُ أَطوي القَلبَ قَبلَ اِجتِماعِنا عَلى حاجَةٍ بَينَ السَنابِكِ وَالسُبلِ
أي أنه كان يبتغي الوصول إلى الممدوح فيطوي قلبه قبل الطريق ليبلغه، وذلك الشأن معي، فلقد طويت قلبي لأصلهم بهذه الأبيات.
لذا لم تكن تلك المقطّعات الـ (365) خبط عشواء؛ بل لقد قطعت بها درباً طويلاً كما تقطع سنابك الخيل الدروب لتبلغ مرادها.
وكل هذا يقودني إلى القول أنّ انشغالي بهذا العمل استغرقني سنوات طويلة، وقد ضمّنته مفاتيح هي في حقيقة الأمر رسالات يعرفها ويدركها أصحابها ممن قصدتهم بالمقطوعات.
وكنت قد عثرت على تسجيلات مرئية لي -وأنا بعد في العشرينات- أتحدث فيها عن هذه القصائد في مجالسنا الأدبية، ولطالما ذكرت الأمر لأصدقاء كمحمود درويش، ونزار قباني، وطلال حيدر، وعبد الرحمن الأبنودي، وخالد الشيخ، ومحمد المصمودي. ولكنّ أكثر من شغفته الفكرة ولم تغادره قط رجل عظيم من رجالات الجزائر -وكان ذلك في عام 2009- سألني عمّا آل إليه المشروع؛ فكانت استعادته للفكرة وسؤاله عنها كالشرارة التي بدا وكأنه قبسها من نار "بروميثيوس" ودفعها إليّ، فاشتعلت الهمة ولم أكفّ عن العمل عليه حتى أنجزته في أربع سنوات من يوم سؤاله.
وهذه الأبيات مأخوذة من مختلف مراحل الشعر العربي بداية من امرئ القيس وعنترة وطرفة وانتهاءً عند المعاصرين كأبي القاسم الشابي وعلي محمود طه، مروراً بشعراء العصر الأموي والعباسي والأندلسي.
هناك رسالات لمن أحبّهم، وكما أحبّ طرفة بن العبد خولته، أحببت كذلك خولتي، فأهديتها الديوان، وهو هدية لكل خولة، فالأسماء تتغير وتبقى خولة، بدأت القصائد بـ «دين الحب» لمحيي الدين بن عربي لمواليد 1 يناير- برج الجدي، لتستمر الأبراج والأيام ولكن في كل مرة مع قصيدة جديدة، على نسق محكم ومدروس ربما يجعلك تندهش من درجه التشابه بين القصيدة واليوم الذي وضعت فيه وفقا لمنظومة المواليد والأبراج في مزيج من الشعر والتاريخ والفلك وعلوم الفراسة والتجربة.
ولمن يسألني ما أهمية أن تجمع الكثير من القصائد في كتاب واحد؟! فإني أعيد عبارتي الأولى التي همست بها في أذن الكون:
"ربما أردتُ أن أوقظهم".. هؤلاء العشاق الذين أضرموا أبدانهم بنار قلوبهم حتى ما عاد بوسعك أن ترى أحدهم لولا سماعك صوته. إنّهم المعادل الموضوعي لهذا الزمن الذي بات يزخر بالكراهية والحقد والشرّ. فعالمنا العربي أصبح في حالة تكاد تفتقد إلى شبيهتها في كل العصور. الأمم من حولنا تتساءل من أين أتى كل هذا الشرّ وأين كان مخبوءاً؟ لا شك في أن العالم العربي عانى كثيراً من الاستعمار والتخلف -وهي معاناة مركّبة بلا ريب- ولكنّ الشرّ الذي صرنا إليه فاض على كل ما يمكن تخيّله، لذا؛ كان لزاماً عليّ أن أوقظ شعراءنا من المتصوفة والعذريين والغزل والتشبيب والنسيب والحبّ لنقول بصوت واحد:
(نحن أمة عرفت الحب كما لم تعرفه شعوب الأرض، وهذا دليلي إليكم ..)
محمد أحمد السويدي
, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,
Related Articles