Arabic    

مقامات المشي على جسر "هانوفر"


2019-10-13
اعرض في فيس بوك
التصنيف : مقالات الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي

 
 
مقامات المشي على جسر "هانوفر"
على جسر هانوفر، توقّفنا قليلا.. الوقوف في صورته المتأملة تكميل للجولة؛ هكذا أفهم وقوفاتنا المتأملة حيث تكون مناسبة في الغالب ليحدّثني والدي عن أمر لم نكن نتداوله أثناء المشي، وكأنه يرشدني أن لكل مرحلة من الجولة مقامها.
ومقام جسر هانوفر، هو أن نتأمل الماء في الماء
أن نرنو إلى الطيور وكأنها في مهرجان ارتجلته الطبيعة لتمنح المكان جلالا على جلاله. في الجهة الأخرى تظهر آسيوية تسير وتبتسم، وكأن الهواء يسرّها.
 
شيئا طريفًا حدّثني والدي ونحن نُغادر جسر هانوفر أنّ كتابًا صدر باللغة الإنكليزية تناول سيرة حياة كيلوباترا أعجبه، فلقد حاولَت مؤلفته (ستايسي شف) الفائزة بجائزة بولتيزر أن تتعقّب حياة الملكة المصرية وتخلّصها من عشرات الحكايات التي أمعنت في تضليلنا طوال قرون ودفعت إلى المتلقّي صورة المرأة الملكة وخصوصًا في لحظات الإنهيار المركّب (الدولة، والمرأة).
 
فقمتُ على الفور بتأمين نسخة عربية من الكتاب الذي كان قد تُرجم لتوّه، بعد أن أخضعت (جوجل) إلى اختبار كشفه، فحادثت السيّد/عبد الوهاب تاج الدّين، والذي شرع سريعا بتوفيره، فكان سرور والدي بالكتاب كبيرا. كان الأمر شبيها بما أطلق عليه الفارابي بـ (تحصيل السعادة) كنا لا نزال نقلّب الطبيعة وأشكال الطيور عندما مرق حبل طويل من راكضين بزيّ موحّد، يركضون بخطوات بطيئة وواسعة وكأنهم يحاولون اللحاق بشيء غير منظور.
 
كنت قد قرأت على الوالد مقالين كتبتهما قبل ذلك ببعض الوقت، واستعاد لفظ (البازل) الذي أوردته وتساءل إن كانت لفظة دالة على الناقة وليس البعير كما كتبت، وتوسّع في الأمر، قبل أن يعرّج على لفظتي (الخكري والغمري) اللتان أوردتهما في مقالتي أيضا للدلالة على الكسول من الرجال:
لي دار لي ولمن من الصدر فالع
هدامى غاصتها غمارى سيوبها
 
وأشار الوالد إلى أنّهما بدلالتين مختلفتين، فمفردة (الغمري) تعني: الشّاب، أمّا (الخكري) فيرى الوالد أنّه: الرجل. وكلتاهما دالتان على قلّة الخبرة.
كنّا قد بلغنا في تلك المرحلة شارع (شستر رود) حيث يقع مقهى (بينيجو) الذي يفضّله الوالد، ويجد الهناءة كاملة عندما يقتعد كرسيّا في أقصى الزاوية ويشرب قهوته.
وللحديث بقية
 
#محمد_أحمد_السويدي_مقالات
 

 

    مقامات المشي على جسر "هانوفر" على جسر هانوفر، توقّفنا قليلا.. الوقوف في صورته المتأملة تكميل للجولة؛ هكذا أفهم وقوفاتنا المتأملة حيث تكون مناسبة في الغالب ليحدّثني والدي عن أمر لم نكن نتداوله أثناء المشي، وكأنه يرشدني أن لكل مرحلة من الجولة مقامها. ومقام جسر هانوفر، هو أن نتأمل الماء في الماء أن نرنو إلى الطيور وكأنها في مهرجان ارتجلته الطبيعة لتمنح المكان جلالا على جلاله. في الجهة الأخرى تظهر آسيوية تسير وتبتسم، وكأن الهواء يسرّها.   شيئا طريفًا حدّثني والدي ونحن نُغادر جسر هانوفر أنّ كتابًا صدر باللغة الإنكليزية تناول سيرة حياة كيلوباترا أعجبه، فلقد حاولَت مؤلفته (ستايسي شف) الفائزة بجائزة بولتيزر أن تتعقّب حياة الملكة المصرية وتخلّصها من عشرات الحكايات التي أمعنت في تضليلنا طوال قرون ودفعت إلى المتلقّي صورة المرأة الملكة وخصوصًا في لحظات الإنهيار المركّب (الدولة، والمرأة).   فقمتُ على الفور بتأمين نسخة عربية من الكتاب الذي كان قد تُرجم لتوّه، بعد أن أخضعت (جوجل) إلى اختبار كشفه، فحادثت السيّد/عبد الوهاب تاج الدّين، والذي شرع سريعا بتوفيره، فكان سرور والدي بالكتاب كبيرا. كان الأمر شبيها بما أطلق عليه الفارابي بـ (تحصيل السعادة) كنا لا نزال نقلّب الطبيعة وأشكال الطيور عندما مرق حبل طويل من راكضين بزيّ موحّد، يركضون بخطوات بطيئة وواسعة وكأنهم يحاولون اللحاق بشيء غير منظور.   كنت قد قرأت على الوالد مقالين كتبتهما قبل ذلك ببعض الوقت، واستعاد لفظ (البازل) الذي أوردته وتساءل إن كانت لفظة دالة على الناقة وليس البعير كما كتبت، وتوسّع في الأمر، قبل أن يعرّج على لفظتي (الخكري والغمري) اللتان أوردتهما في مقالتي أيضا للدلالة على الكسول من الرجال: لي دار لي ولمن من الصدر فالع هدامى غاصتها غمارى سيوبها   وأشار الوالد إلى أنّهما بدلالتين مختلفتين، فمفردة (الغمري) تعني: الشّاب، أمّا (الخكري) فيرى الوالد أنّه: الرجل. وكلتاهما دالتان على قلّة الخبرة. كنّا قد بلغنا في تلك المرحلة شارع (شستر رود) حيث يقع مقهى (بينيجو) الذي يفضّله الوالد، ويجد الهناءة كاملة عندما يقتعد كرسيّا في أقصى الزاوية ويشرب قهوته. وللحديث بقية   #محمد_أحمد_السويدي_مقالات     , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,

Related Articles

Marcel Proust lived here
أضخم جنازة رسمية وعسكرية في باريس تحية لمارسيل بروست وزمنه
جسر فوق مياه مضطربة - من اليوميات الإمريكية
المهدي المنتظر
السيمفونية 40
"محمد علي، ورنينُ الطفولة"
بسملة


Visa_MasterCard

Privacy Policy   Cookie Policy   Terms and Conditions