Arabic    

منزلة الغفر


2019-11-10
View In Facebook
Application : Lunar Mansion
Category : Al Manazel

 
الغَفْر: 11 تشرين الثاني (نوفمبر) – 23 تشرين الثاني (نوفمبر)
| #محمد_أحمد_السويدي_منازل_القمر
 
ندعوكم للتعرف على هذه المنزلة من مشروعنا منازل القمر والذي يعرض للتقويم الشمسي عند العرب، الذي اعتمد عليه أجدادنا حتى وقت قريب. وهو جزء من كتاب يصدر قريباً يحمل ذات العنوان "منازل القمر”
"الغَفْر"، ثالث "الوَسْم"، وسادس منازل الخريف، وأول النجوم اليمانية،. طالعه في الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر)، ومدَّته ثلاثة عشر يومًا.
 
وسميت بـ "الغَفْر" لخفائها. وقيل إنها من المغفرة التي تستر الذنب وتخفيه يوم القيامة، ومن المغفر "الذي فوق الرأس". وقيل لأنها "زُبانَى العقرب"، كما قيل لأنها مأخوذة من "الغفرة"، وهي الشعر الذي في طرف ذنب "الأسد". قال ذو الرُّمَّة :
فلمَّا مَضَى نَوْءُ الثُّريَّا وأَخْلَـفَـتْ هَوَادٍ مِنَ الْجَوْزاءِ وَانْغَمَسَ الغَفْرُ
و"الغَفْر" عند الفلكيين العرب القدماء ثلاثة كواكب طُمْس (خفيَّة) بين "السِّماك الأعزل" و"زُبانَى العقرب". ونوؤه ثلاثُ ليالٍ، وقيلَ لَيْلَةٌ.
وأمَّا في العلوم الفلكية الحديثة وما أظهرته المراصد الفلكيَّة والأقمار الصناعيَّة، يبدو مثلث النجوم (K Virgo, Syrma, Phi Virgo)، على مسافات متفاوتة عن الأرض، ففاي العذراء (Phi Virgo)، هو نجم أصفر له 18 ضعف تألُّق الشَّمس ودرجة حرارة سطح تزيد على 5000 كالفن ( 4726 درجة مئوية)، قدره الظاهري 4.81، وزمرته الطَّيفيَّة G2 IV، ويبعد 135 سنة ضوئيَّة عن الأرض. وأمَّا نجم "كي فيرغو" (K Virgo)، فبعده الظاهري 4.2، ويبعد 255 سنة ضوئيَّة عن "الأرض". أمَّا "الغَفْر" (Syrma)، فنجم أصفر، قدره الظاهري 4.1، وزمرته الطَّيفيَّة F6 lll، كتلته 1.5 كتلة الشَّمس، وتألُّقه 14.8 ضعف تألُّقها، وقطره 2.5 قطرها، ويبعد 69.8 سنة ضوئيَّة عن الأرض.
ومن متغيرات الطبيعة والمناخ في "الغَفْر" بداية مظاهر الشتاء، فيزداد البرد ليلًا أكثر من ذي قبل، بينما يعتدل النهار. ومطره ينبت الكمأة التي تعظم ويكبر حجمها ويشتدُّ بياضها.
وفيه يشتد هبوب الرياح، وتَغْتَلِم الإبل ويشتد هيجانها، ولا تشرب من الماء إلا قليلا. وتهاجر فيه القطا والجوني والكدري (وهما من فصيلة القطا). ويصفرُّ الأُتْرُجُّ، في دلالة على الشروع بالنضج. ويحبس فيه الماء عن أشجار الفاكهة النَّفضِيَّة (التي تنفض أوراقها في الشتاء) كالعنب، والرُّمَّان، والتِّين.
وفيه يتم احتطاب شجر الأثل، والنخيل، فلا يصيبه السُّوس (القادح). ويظهر فيه أحيانًا مرض الندوة العسلية (الدباس)، لذا يجب تعفير المصاب منها بالكبريت في ساعة مبكرة. ويتم فيه تكريب النخل بقطع أصول سعفه.
ويُزرع في منزلة "الغَفْر" القمح، والشعير، والكزبرة، والبابونج، وكثير من الخضار كالهندباء، والخبيز، والرِّجلة، والحلبة، والعصفر، والكمون، وأنواع كثيرة من البقول كالعدس، والباقلاء، والحمص.
وفي "الإمارات" تزهر طائفة من النباتات في منزلة "الغَفْر" منها: المرخ الذي يتبع الملح، والرَّمرام عشب الربيع، والحنضد، والسلي، والخرز، والخريط، والسويدة، والحنظل، والثندة الصديق الصدوق للعرفج، والظفرة التي تحمل اسم إقليم (منطقة)، واللثب، والفريفرو التي اختارت مجرى السَّيل فسُمِّيت الحمقاء، والسِّدر التي دون نبقها الأسل، والعوسج الذي يثمر الياقوت (المُصع)، والطقيق، وبربين الجدي، وأبو شوكة، والحسك، والهَرْم، وغيرها.
والعرب تقول: "خير منزلة في الأبد بين الزُّبانَى والأسد"، ويعنون "الغَفْر" لأن "السِّماك" عندهم من أعضاء "الأسد".
وقال ساجع العرب: "إذا طلع الغَفْر، اقشعرَّ السَّفْر، وتربَّل النَّضِر، وحسن في العين الجَمْر". ويعني بـ "السّفْر" المسافرون. و"تربَّل النَّضر"، يريد ذهاب النَّضارة عن الأرض والشجر بتغيُّر الكلأ وتغيُّر الورق. ويقولون: "شرّ النتاج (الإبل) ما نتج بعد سقوط الغَفْر". فإذا نتج في هذا الوقت سُمِّي "هُبَعًا". والرُّبَع (ما نتج في الربيع) أكبر منه وأقوى.
وإذا نزل القمر بـ "الغَفْر"، كانت تلك السَّنة عندهم من السعود، ولا سيما في استنباط المياه.
وقالوا: "بالغَفْر. تولَّد النبيُّون عليهم السلام".
قال ابن درَّاج القَسْطلِّي:
وإنَّكَ مَا تنفكُّ مِنِّيَ مُعْرِسًا بعذراءَ من نفسِي وغَرَّاءَ من فِكْرِي
تُهِلُّ إليها كُلُّ عذراءَ غادَةٍ وتَخْجَلُ منها كُلُّ فَتَّانَةٍ بِكْرِ
وتُشْرِقُ من مَبْدَا سُهَيْلٍ إلَى السُّهى وتَعْبَقُ من مجرى البُطَيْنِ إلَى الغَفْرِ
تَلأْلُؤَ مَا أَسْدَتْ أَياديكَ فِي يَدِي وتحبيرَ مَا أَعْلَتْ مساعِيكَ من حِبْرِي
 
وقال دَفتر خُوان:
وقد لمعتْ فيها النُّجومُ كأنَّها من الرّومِ في رَوضٍ جِوارٍ مَطافِلُ
كأنَّ نجومَ الغَفْرِ وهي ثلاثةٌ أثافيُّ خَلَّاها على الدَّارِ راحلُ
كأنَّ بها سربَ النعائم راعَهُ قنيصٌ فمنهُ واردٌ ومُوَائلُ
كأن بها الإكليلَ تاجُ مُتَوَّجٍ ومن حَوْلِهِ بالبِيضِ جَيشٌ مُقاتلُ
كأن بها نهرَ المجرةِ مَنْهَلٌ لَهُ قافِلٌ نالَ الورودَ ونازلُ
 
وقال أبو العلاء المعري:
عِيسٌ تُباري جُدْلَها بِالفَتى فَجُد لَها يارَبُّ بِالمَغفِرَه
أَقفَرَ في المَطعَمِ رُكبانُها وَالقَومُ بِالدَّوِّيَّةِ المُقفِرَه
ما الغَفْرُ في أَنجُمِهِ آمِنُ الـ أَقدارِ بَلْهُ الغُفْرَ وَالمُغفِرَه
أَيُلحِدُ الشَيخُ وَمَلحودُهُ قَد آنَ للحافِرِ أَن يَحفِرَه
بَيني وَبَينَ البَعثِ طولُ البِلى وَمَن لِهَذِي النَّفْسِ أَن تَطفِرَه
 
وقال الأبيوَرْدي:
ولِلجارِ فيهمْ ذِمَّةٌ لَم يُهِبْ بها وقَد أطْفأَ المُثْرونَ نارَ القِرى غَدْرُ
يَحِلُّ يَفاعًا يَخْزَرُ النَّجْمُ دونَهُ ويَعْتَنِقُ الجَوْزاءَ في ظِلِّهِ الغَفْرُ
 
وتُضرب بـ "الغَفْرِ" الأمثال في علوِّ الهمَّة، كقول البحتري في الخليفة المتوكِّل:
مُتَمَكِّنٌ مِن هاشِمٍ في رُتبَةٍ عَلياءَ بَينَ الغَفْرِ وَالإِكليلِ
قَومٌ إِذا عَرَضَ الجَهولُ لِمَجدِهِم عَطَفَت عَلَيهِ قَوارِعُ التَنْزيلِ
 
وقال الورغي:
ولَو شِئتَ كَانَ السُّخطُ في موضِعِ الرِّضى وَقَامَ إلى ما تأمُرُ البِيضُ والسُّمْرُ
وَهَبَّتْ بِكَ الجُردُ السَّلاهِبُ نَحوَهُمْ هُبوبَ دَبورٍ بَعدَما طَلَعَ الغَفْرُ
 
وقال صَرَّدُرْ بن صَرَّبَعْر:
وهَوتْ مِن الجوزاءِ مِنْطقَةٌ زهراءُ لم تُعقدْ على خَصْرِ
ورمَى الثُّريَّا من معلَّقِها سَبْقُ السِّماك وحربَةُ الغَفْرِ
فكأنَّها والشمسُ تجمعُها رَهطٌ قد ازدحموا على سِرِّ
 
ومن المُحْدَثينَ، قال محمود سامي البارودي:
لَهُمْ عُمُدٌ مَرْفُوعَةٌ وَمَعَاقِلٌ وَأَلْوِيَةٌ حُمْرٌ وَأَفْنِيَةٌ خُضْرُ
وَنَارٌ لَهَا فِي كُلِّ شَرْقٍ وَمَغْرِبٍ لِمُدَّرِعِ الظَّلْمَاءِ أَلْسِنَةٌ حُمْرُ
تَمُدُّ يَدًا نَحْوَ السَّمَاءِ خَضِيبَةً تُصَافِحُهَا الشِّعْرَى وَيَلْثِمُهَا الْغَفْرُ
جاء في رسائل إخوان الصَّفا عن نزول القمر في "الغَفْر": "اعمل فيه نيرنجات المحبَّة والمودَّة والعطف وأطلق فيه الأخيذ (الأسير)، واحللْ فيه عقود السُّموم القاتلة، واعمل فيه، وادعُ فيه بالدعوة، وعالجْ فيه الروحانية، وسافر، وادخلْ على الملوك واتصل بهم وبالإخوان والأشراف، وتزوَّد، واشترِ الرَّقيق والدَّواب، وازرع فيه واحصد واكتلْ غلَّتك، والبسْ ما أحببت من جديد ثيابك، واستفتحْ فيه جميع أعمالك. ومن ولد في هذا اليوم، ذكرًا كان أو أنثى، كان سعيدًا ميمونًا على والديه، محببًا مستورًا صالحًا".
ولأنَّ "الغَفْر" من كوكبة "العذراء، يروي الشاعر الكبير "أوفيد" في كتابه "التحوُّلات" قصة "بيرسيفوني" Persephone وأمِّها العذراء "سيريس" Ceres لمّاَ راحت تبحث عن بنيَّتها المخطوفة، قال: "لمَّا أدركت الأم أنَّ ابنتها ذهبت ضحية اختطاف، وراحت تصبُّ جام غضبها على الأرض والحقول لاعنة إيَّاها، واصفة أنَّها ناكرة للجميل، آنذاك، رفعت ربَّة الماء رأسها، وقالت وهي تردُّ شَعرها المنسدِل على جبينها: أيَّتها الربَّة، ضعي حدًّا لتعبك، تعالي أقصُّ عليك خبري: انشقَّت الأرض من أمامي، ومنحتني طريقًا غُصْت عبرها في الأعماق، وفي لجَّة "ستيكس" Styx، ذاك النهر الجاري في العالم السُّفليّ، رأيت بعينيَّ ابنتك "بيرسيفوني"، كانت حزينة، ولم يكن الرعب قد فارقها بعد، لكنَّها مع ذلك ملكة آلهة العالم السُّفليّ وزوجة" نبتون" Neptune الذي يسيطر على الجحيم.
ظلَّت أم "بيرسيفوني" جامدةً كما لو أنَّها صخرة وهي تصغي إلى كلمات ربَّة الماء، ثمَّ صعدت عربتها واندفعت في الفضاء إلى السَّماء. هنالك وقفت أمام "جوبيتر" مكفهرَّة الجبين، وقالت له: أتوسَّل إليك يا "جوبيتر" أن تردَّ ابنتي، لقد عثرت عليها بعد أن بحثت طويلًا، سأصفح عن اختطافها شرط أن يردَّها "نيبتون". فأجاب "جوبيتر": "ابنتك هي ابنتي كذلك، وليس في صهر كهذا ما يخجلنا إن منحته رضاك، كَفَى أنَّه أخ لإله السموات. سأردها لكن بشرط: ألَّا تكون شفتاها مسَّتا هناك أيَّ طعام من عالم الجحيم، ذلك هو قرار ربَّات القدر". غير أن "سيريس" أصرَّت على إعادة ابنتها من الجحيم، وهذا ما عارضته الأقدار، ذلك أنَّ الفتاة قطعت صومها، فأخذت سبع حبَّات من قشرة رمَّانة شاحبة وعصرتها بين شفتيها، ولم يرها أحد سوى "إسكالافوس" Ascalaphus، فكانت وشايته الفظَّة بها حائلًا دون عودتها إلى الأرض. انتحبت "سيريس"، وحوَّلت الشَّاهد إلى طائر شنيع. أنبتت منقارًا في رأسه، وعينين ضخمتين وأجنحة تميل إلى الشقرة، وتضخَّم رأسه وطالت أظافره وتقوَّست، حتَّى صار طائر البوم المشؤوم.
غير أن "جوبيتر" الموَزَّع بين أخيه وأخته الحزينة، قسَّم السَّنة إلى قسمين متساويين. والآن تمضي الآلهة التي تمتدُّ سلطتها على المملكتين معًا، نصف السَّنة مع أمِّها، ونصفها الآخر مع زوجها. ذلك أنَّ جبين الآلهة المتجهِّم في مملكة "بلوتو" Pluto، يتلألأ فرحًا كشمس تبدَّت بين الغيوم".

  الغَفْر: 11 تشرين الثاني (نوفمبر) – 23 تشرين الثاني (نوفمبر) | #محمد_أحمد_السويدي_منازل_القمر   ندعوكم للتعرف على هذه المنزلة من مشروعنا منازل القمر والذي يعرض للتقويم الشمسي عند العرب، الذي اعتمد عليه أجدادنا حتى وقت قريب. وهو جزء من كتاب يصدر قريباً يحمل ذات العنوان "منازل القمر” "الغَفْر"، ثالث "الوَسْم"، وسادس منازل الخريف، وأول النجوم اليمانية،. طالعه في الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر)، ومدَّته ثلاثة عشر يومًا.   وسميت بـ "الغَفْر" لخفائها. وقيل إنها من المغفرة التي تستر الذنب وتخفيه يوم القيامة، ومن المغفر "الذي فوق الرأس". وقيل لأنها "زُبانَى العقرب"، كما قيل لأنها مأخوذة من "الغفرة"، وهي الشعر الذي في طرف ذنب "الأسد". قال ذو الرُّمَّة : فلمَّا مَضَى نَوْءُ الثُّريَّا وأَخْلَـفَـتْ هَوَادٍ مِنَ الْجَوْزاءِ وَانْغَمَسَ الغَفْرُ و"الغَفْر" عند الفلكيين العرب القدماء ثلاثة كواكب طُمْس (خفيَّة) بين "السِّماك الأعزل" و"زُبانَى العقرب". ونوؤه ثلاثُ ليالٍ، وقيلَ لَيْلَةٌ. وأمَّا في العلوم الفلكية الحديثة وما أظهرته المراصد الفلكيَّة والأقمار الصناعيَّة، يبدو مثلث النجوم (K Virgo, Syrma, Phi Virgo)، على مسافات متفاوتة عن الأرض، ففاي العذراء (Phi Virgo)، هو نجم أصفر له 18 ضعف تألُّق الشَّمس ودرجة حرارة سطح تزيد على 5000 كالفن ( 4726 درجة مئوية)، قدره الظاهري 4.81، وزمرته الطَّيفيَّة G2 IV، ويبعد 135 سنة ضوئيَّة عن الأرض. وأمَّا نجم "كي فيرغو" (K Virgo)، فبعده الظاهري 4.2، ويبعد 255 سنة ضوئيَّة عن "الأرض". أمَّا "الغَفْر" (Syrma)، فنجم أصفر، قدره الظاهري 4.1، وزمرته الطَّيفيَّة F6 lll، كتلته 1.5 كتلة الشَّمس، وتألُّقه 14.8 ضعف تألُّقها، وقطره 2.5 قطرها، ويبعد 69.8 سنة ضوئيَّة عن الأرض. ومن متغيرات الطبيعة والمناخ في "الغَفْر" بداية مظاهر الشتاء، فيزداد البرد ليلًا أكثر من ذي قبل، بينما يعتدل النهار. ومطره ينبت الكمأة التي تعظم ويكبر حجمها ويشتدُّ بياضها. وفيه يشتد هبوب الرياح، وتَغْتَلِم الإبل ويشتد هيجانها، ولا تشرب من الماء إلا قليلا. وتهاجر فيه القطا والجوني والكدري (وهما من فصيلة القطا). ويصفرُّ الأُتْرُجُّ، في دلالة على الشروع بالنضج. ويحبس فيه الماء عن أشجار الفاكهة النَّفضِيَّة (التي تنفض أوراقها في الشتاء) كالعنب، والرُّمَّان، والتِّين. وفيه يتم احتطاب شجر الأثل، والنخيل، فلا يصيبه السُّوس (القادح). ويظهر فيه أحيانًا مرض الندوة العسلية (الدباس)، لذا يجب تعفير المصاب منها بالكبريت في ساعة مبكرة. ويتم فيه تكريب النخل بقطع أصول سعفه. ويُزرع في منزلة "الغَفْر" القمح، والشعير، والكزبرة، والبابونج، وكثير من الخضار كالهندباء، والخبيز، والرِّجلة، والحلبة، والعصفر، والكمون، وأنواع كثيرة من البقول كالعدس، والباقلاء، والحمص. وفي "الإمارات" تزهر طائفة من النباتات في منزلة "الغَفْر" منها: المرخ الذي يتبع الملح، والرَّمرام عشب الربيع، والحنضد، والسلي، والخرز، والخريط، والسويدة، والحنظل، والثندة الصديق الصدوق للعرفج، والظفرة التي تحمل اسم إقليم (منطقة)، واللثب، والفريفرو التي اختارت مجرى السَّيل فسُمِّيت الحمقاء، والسِّدر التي دون نبقها الأسل، والعوسج الذي يثمر الياقوت (المُصع)، والطقيق، وبربين الجدي، وأبو شوكة، والحسك، والهَرْم، وغيرها. والعرب تقول: "خير منزلة في الأبد بين الزُّبانَى والأسد"، ويعنون "الغَفْر" لأن "السِّماك" عندهم من أعضاء "الأسد". وقال ساجع العرب: "إذا طلع الغَفْر، اقشعرَّ السَّفْر، وتربَّل النَّضِر، وحسن في العين الجَمْر". ويعني بـ "السّفْر" المسافرون. و"تربَّل النَّضر"، يريد ذهاب النَّضارة عن الأرض والشجر بتغيُّر الكلأ وتغيُّر الورق. ويقولون: "شرّ النتاج (الإبل) ما نتج بعد سقوط الغَفْر". فإذا نتج في هذا الوقت سُمِّي "هُبَعًا". والرُّبَع (ما نتج في الربيع) أكبر منه وأقوى. وإذا نزل القمر بـ "الغَفْر"، كانت تلك السَّنة عندهم من السعود، ولا سيما في استنباط المياه. وقالوا: "بالغَفْر. تولَّد النبيُّون عليهم السلام". قال ابن درَّاج القَسْطلِّي: وإنَّكَ مَا تنفكُّ مِنِّيَ مُعْرِسًا بعذراءَ من نفسِي وغَرَّاءَ من فِكْرِي تُهِلُّ إليها كُلُّ عذراءَ غادَةٍ وتَخْجَلُ منها كُلُّ فَتَّانَةٍ بِكْرِ وتُشْرِقُ من مَبْدَا سُهَيْلٍ إلَى السُّهى وتَعْبَقُ من مجرى البُطَيْنِ إلَى الغَفْرِ تَلأْلُؤَ مَا أَسْدَتْ أَياديكَ فِي يَدِي وتحبيرَ مَا أَعْلَتْ مساعِيكَ من حِبْرِي   وقال دَفتر خُوان: وقد لمعتْ فيها النُّجومُ كأنَّها من الرّومِ في رَوضٍ جِوارٍ مَطافِلُ كأنَّ نجومَ الغَفْرِ وهي ثلاثةٌ أثافيُّ خَلَّاها على الدَّارِ راحلُ كأنَّ بها سربَ النعائم راعَهُ قنيصٌ فمنهُ واردٌ ومُوَائلُ كأن بها الإكليلَ تاجُ مُتَوَّجٍ ومن حَوْلِهِ بالبِيضِ جَيشٌ مُقاتلُ كأن بها نهرَ المجرةِ مَنْهَلٌ لَهُ قافِلٌ نالَ الورودَ ونازلُ   وقال أبو العلاء المعري: عِيسٌ تُباري جُدْلَها بِالفَتى فَجُد لَها يارَبُّ بِالمَغفِرَه أَقفَرَ في المَطعَمِ رُكبانُها وَالقَومُ بِالدَّوِّيَّةِ المُقفِرَه ما الغَفْرُ في أَنجُمِهِ آمِنُ الـ أَقدارِ بَلْهُ الغُفْرَ وَالمُغفِرَه أَيُلحِدُ الشَيخُ وَمَلحودُهُ قَد آنَ للحافِرِ أَن يَحفِرَه بَيني وَبَينَ البَعثِ طولُ البِلى وَمَن لِهَذِي النَّفْسِ أَن تَطفِرَه   وقال الأبيوَرْدي: ولِلجارِ فيهمْ ذِمَّةٌ لَم يُهِبْ بها وقَد أطْفأَ المُثْرونَ نارَ القِرى غَدْرُ يَحِلُّ يَفاعًا يَخْزَرُ النَّجْمُ دونَهُ ويَعْتَنِقُ الجَوْزاءَ في ظِلِّهِ الغَفْرُ   وتُضرب بـ "الغَفْرِ" الأمثال في علوِّ الهمَّة، كقول البحتري في الخليفة المتوكِّل: مُتَمَكِّنٌ مِن هاشِمٍ في رُتبَةٍ عَلياءَ بَينَ الغَفْرِ وَالإِكليلِ قَومٌ إِذا عَرَضَ الجَهولُ لِمَجدِهِم عَطَفَت عَلَيهِ قَوارِعُ التَنْزيلِ   وقال الورغي: ولَو شِئتَ كَانَ السُّخطُ في موضِعِ الرِّضى وَقَامَ إلى ما تأمُرُ البِيضُ والسُّمْرُ وَهَبَّتْ بِكَ الجُردُ السَّلاهِبُ نَحوَهُمْ هُبوبَ دَبورٍ بَعدَما طَلَعَ الغَفْرُ   وقال صَرَّدُرْ بن صَرَّبَعْر: وهَوتْ مِن الجوزاءِ مِنْطقَةٌ زهراءُ لم تُعقدْ على خَصْرِ ورمَى الثُّريَّا من معلَّقِها سَبْقُ السِّماك وحربَةُ الغَفْرِ فكأنَّها والشمسُ تجمعُها رَهطٌ قد ازدحموا على سِرِّ   ومن المُحْدَثينَ، قال محمود سامي البارودي: لَهُمْ عُمُدٌ مَرْفُوعَةٌ وَمَعَاقِلٌ وَأَلْوِيَةٌ حُمْرٌ وَأَفْنِيَةٌ خُضْرُ وَنَارٌ لَهَا فِي كُلِّ شَرْقٍ وَمَغْرِبٍ لِمُدَّرِعِ الظَّلْمَاءِ أَلْسِنَةٌ حُمْرُ تَمُدُّ يَدًا نَحْوَ السَّمَاءِ خَضِيبَةً تُصَافِحُهَا الشِّعْرَى وَيَلْثِمُهَا الْغَفْرُ جاء في رسائل إخوان الصَّفا عن نزول القمر في "الغَفْر": "اعمل فيه نيرنجات المحبَّة والمودَّة والعطف وأطلق فيه الأخيذ (الأسير)، واحللْ فيه عقود السُّموم القاتلة، واعمل فيه، وادعُ فيه بالدعوة، وعالجْ فيه الروحانية، وسافر، وادخلْ على الملوك واتصل بهم وبالإخوان والأشراف، وتزوَّد، واشترِ الرَّقيق والدَّواب، وازرع فيه واحصد واكتلْ غلَّتك، والبسْ ما أحببت من جديد ثيابك، واستفتحْ فيه جميع أعمالك. ومن ولد في هذا اليوم، ذكرًا كان أو أنثى، كان سعيدًا ميمونًا على والديه، محببًا مستورًا صالحًا". ولأنَّ "الغَفْر" من كوكبة "العذراء، يروي الشاعر الكبير "أوفيد" في كتابه "التحوُّلات" قصة "بيرسيفوني" Persephone وأمِّها العذراء "سيريس" Ceres لمّاَ راحت تبحث عن بنيَّتها المخطوفة، قال: "لمَّا أدركت الأم أنَّ ابنتها ذهبت ضحية اختطاف، وراحت تصبُّ جام غضبها على الأرض والحقول لاعنة إيَّاها، واصفة أنَّها ناكرة للجميل، آنذاك، رفعت ربَّة الماء رأسها، وقالت وهي تردُّ شَعرها المنسدِل على جبينها: أيَّتها الربَّة، ضعي حدًّا لتعبك، تعالي أقصُّ عليك خبري: انشقَّت الأرض من أمامي، ومنحتني طريقًا غُصْت عبرها في الأعماق، وفي لجَّة "ستيكس" Styx، ذاك النهر الجاري في العالم السُّفليّ، رأيت بعينيَّ ابنتك "بيرسيفوني"، كانت حزينة، ولم يكن الرعب قد فارقها بعد، لكنَّها مع ذلك ملكة آلهة العالم السُّفليّ وزوجة" نبتون" Neptune الذي يسيطر على الجحيم. ظلَّت أم "بيرسيفوني" جامدةً كما لو أنَّها صخرة وهي تصغي إلى كلمات ربَّة الماء، ثمَّ صعدت عربتها واندفعت في الفضاء إلى السَّماء. هنالك وقفت أمام "جوبيتر" مكفهرَّة الجبين، وقالت له: أتوسَّل إليك يا "جوبيتر" أن تردَّ ابنتي، لقد عثرت عليها بعد أن بحثت طويلًا، سأصفح عن اختطافها شرط أن يردَّها "نيبتون". فأجاب "جوبيتر": "ابنتك هي ابنتي كذلك، وليس في صهر كهذا ما يخجلنا إن منحته رضاك، كَفَى أنَّه أخ لإله السموات. سأردها لكن بشرط: ألَّا تكون شفتاها مسَّتا هناك أيَّ طعام من عالم الجحيم، ذلك هو قرار ربَّات القدر". غير أن "سيريس" أصرَّت على إعادة ابنتها من الجحيم، وهذا ما عارضته الأقدار، ذلك أنَّ الفتاة قطعت صومها، فأخذت سبع حبَّات من قشرة رمَّانة شاحبة وعصرتها بين شفتيها، ولم يرها أحد سوى "إسكالافوس" Ascalaphus، فكانت وشايته الفظَّة بها حائلًا دون عودتها إلى الأرض. انتحبت "سيريس"، وحوَّلت الشَّاهد إلى طائر شنيع. أنبتت منقارًا في رأسه، وعينين ضخمتين وأجنحة تميل إلى الشقرة، وتضخَّم رأسه وطالت أظافره وتقوَّست، حتَّى صار طائر البوم المشؤوم. غير أن "جوبيتر" الموَزَّع بين أخيه وأخته الحزينة، قسَّم السَّنة إلى قسمين متساويين. والآن تمضي الآلهة التي تمتدُّ سلطتها على المملكتين معًا، نصف السَّنة مع أمِّها، ونصفها الآخر مع زوجها. ذلك أنَّ جبين الآلهة المتجهِّم في مملكة "بلوتو" Pluto، يتلألأ فرحًا كشمس تبدَّت بين الغيوم". , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,

Related Articles

أسماك منزلة الرشا (بطن الحوت)
Al Fargh Althani (Al Muakhkhar)
الأبراج 12 برجاً - والمنازل 28 منزلاً
منزلة سَعْد الذَّابِح
منزلة النعائم
بلح البحر (ماسلز) من ليجوريا طبق الموسم في طالع الشولة
منزلة الشَّوْلة


Visa_MasterCard

Privacy Policy   Cookie Policy   Terms and Conditions