الحجّ إلى صِقليّة - رِحلة لـ مُحمد أحمد السُّويدي
الحجّ إلى صِقليّة
رِحلة لـ مُحمد أحمد السُّويدي
1: برونتي .. أرض الفستق
كَطوافِ الحجيج حولَ الكعبة طُفنا حَولَ "أتنا" المُبارك.. انْطلقنا مِن تاورمينا إلى بسكيارو، سوليشياتا، باسو بسكيارو، راداتزو، إلى أنْ بلغنا برونتي، بلدُ الفُستق الذائع الصيت، تناولنا طائفة من الحلويات بالفُستق مع القهوة في كافيتيريا "لوكا"، قال أنجلو (السائق): نسميه فراستوكا.
في الطّريق تحدثنا عنْ جوسيب تورناتوري الصِّقلي -وهو منْ مواليد باجريا القريبة من باليرمو- وأفلامِه العظيمة بدايةً بسينما باراديسو (١٩٨٨)، ومالينا (٢٠٠٠)، ومراسلة (٢٠١٦)، وعرجنا على ذكر الجميلة اللبؤة جارسيا كوشينوتا (من مواليد ٢٧ يوليو ١٩٦٨)، بطلة فيلم البوستينو (ساعي البريد) ١٩٩٦، وبعد وجبةٍ طيبة، شاهدنا حُقول الفُستق تنتشرُ مَدّ البَصر وفي كلِّ رُقعة.
واسم "برونتي" يعودُ لأسطورة السايكلوب (عملاق ذُو عينٍ واحدة) كان يسكُن أسفل جبل "أتنا" وهو صانعُ صواعق الآلهة وأسلحتهم، واسمُ البلدة يعني "الصّاعق".
2: أرض الأوديسا
على خُطى "غوته"، أسيرُ في صِقليّة. ورحلتهُ التي قام بها في عام 1787م دليلي الذي لا يفارقني، كانت سعادته وهو يجوب أرض الأوديسا (صِقليّة) لا توصف، حتى صارت مقولته الشهيرة: "من لم يزر صِقليّة ما زار إيطاليا"، العبارة التي يحفظها الصّقليون عن ظهر قلب، قال غوته: "دعوني أعبّر بإيجاز عن رأيي في الشعراء الأقدمين والمحدثين من أمثالنا"، إنَّهُم يُصوّرون الأشياء والأشخاص كما هي في ذواتها، أمّا نحن فلا نصوّر في العادة سوى أثرها الذاتي، إنهّم يصوّرون الفزع، أمّا نحنُ فنصفُ بطريقةٍ مفزعة، إنَّهُم يُصوّرون الشيء المفرح، أمّا نحن فنصوّر بطريقةٍ مفرحة، وهكذا دواليك.
3: فتح باب الفردوس وغاب
يمّمنا بعد ذلك كاتانيا، وعرجنا على منزل الموسيقار "بلليني"، والذي صار متحفاً بإسمه، وهو المكان الذي شهد ولادته في 2 أو 3 نوفمبر 1801م، كان المتحف متواضعاً مقارنة بالصدى المدّوي لأعماله، وكاد يكون أقرب لخيبة الجمهور الذي شاهد عرض أوبرا "نورما" الأول في لأسكالا ميلانو، وأكثر من المتحف تواضعاً كان الحارس الذي بدا كالقرفان من وظيفته، عدنا بعد ذلك للفندق لسماع بافاروتي وساثرلاند يؤديان أغنية (دويتّو) "إليك أيّها العزيز" من أوبرا " البيوريتاني" لنرتقى بألحان ذلك الساحر إلى ملكوت السماء، أرسلت في ترجمة لسيرة مقتضبة عن قلب كاتانيا (قال عنه فاجنر: كلّه قلب)، وها أنا لليوم الثاني على التوالي استمع إلى أغنيات هذه الأوبرا وتلك وكأنني أسمعها لأول مرّة، فأترحّم على روح محسن سليمان الذي فتح لي باب الفردوس وغاب.
#الحج_إلى_صقلية
الحجّ إلى صِقليّة
رِحلة لـ مُحمد أحمد السُّويدي
1: برونتي .. أرض الفستق
كَطوافِ الحجيج حولَ الكعبة طُفنا حَولَ "أتنا" المُبارك.. انْطلقنا مِن تاورمينا إلى بسكيارو، سوليشياتا، باسو بسكيارو، راداتزو، إلى أنْ بلغنا برونتي، بلدُ الفُستق الذائع الصيت، تناولنا طائفة من الحلويات بالفُستق مع القهوة في كافيتيريا "لوكا"، قال أنجلو (السائق): نسميه فراستوكا.
في الطّريق تحدثنا عنْ جوسيب تورناتوري الصِّقلي -وهو منْ مواليد باجريا القريبة من باليرمو- وأفلامِه العظيمة بدايةً بسينما باراديسو (١٩٨٨)، ومالينا (٢٠٠٠)، ومراسلة (٢٠١٦)، وعرجنا على ذكر الجميلة اللبؤة جارسيا كوشينوتا (من مواليد ٢٧ يوليو ١٩٦٨)، بطلة فيلم البوستينو (ساعي البريد) ١٩٩٦، وبعد وجبةٍ طيبة، شاهدنا حُقول الفُستق تنتشرُ مَدّ البَصر وفي كلِّ رُقعة.
واسم "برونتي" يعودُ لأسطورة السايكلوب (عملاق ذُو عينٍ واحدة) كان يسكُن أسفل جبل "أتنا" وهو صانعُ صواعق الآلهة وأسلحتهم، واسمُ البلدة يعني "الصّاعق".
2: أرض الأوديسا
على خُطى "غوته"، أسيرُ في صِقليّة. ورحلتهُ التي قام بها في عام 1787م دليلي الذي لا يفارقني، كانت سعادته وهو يجوب أرض الأوديسا (صِقليّة) لا توصف، حتى صارت مقولته الشهيرة: "من لم يزر صِقليّة ما زار إيطاليا"، العبارة التي يحفظها الصّقليون عن ظهر قلب، قال غوته: "دعوني أعبّر بإيجاز عن رأيي في الشعراء الأقدمين والمحدثين من أمثالنا"، إنَّهُم يُصوّرون الأشياء والأشخاص كما هي في ذواتها، أمّا نحن فلا نصوّر في العادة سوى أثرها الذاتي، إنهّم يصوّرون الفزع، أمّا نحنُ فنصفُ بطريقةٍ مفزعة، إنَّهُم يُصوّرون الشيء المفرح، أمّا نحن فنصوّر بطريقةٍ مفرحة، وهكذا دواليك.
3: فتح باب الفردوس وغاب
يمّمنا بعد ذلك كاتانيا، وعرجنا على منزل الموسيقار "بلليني"، والذي صار متحفاً بإسمه، وهو المكان الذي شهد ولادته في 2 أو 3 نوفمبر 1801م، كان المتحف متواضعاً مقارنة بالصدى المدّوي لأعماله، وكاد يكون أقرب لخيبة الجمهور الذي شاهد عرض أوبرا "نورما" الأول في لأسكالا ميلانو، وأكثر من المتحف تواضعاً كان الحارس الذي بدا كالقرفان من وظيفته، عدنا بعد ذلك للفندق لسماع بافاروتي وساثرلاند يؤديان أغنية (دويتّو) "إليك أيّها العزيز" من أوبرا " البيوريتاني" لنرتقى بألحان ذلك الساحر إلى ملكوت السماء، أرسلت في ترجمة لسيرة مقتضبة عن قلب كاتانيا (قال عنه فاجنر: كلّه قلب)، وها أنا لليوم الثاني على التوالي استمع إلى أغنيات هذه الأوبرا وتلك وكأنني أسمعها لأول مرّة، فأترحّم على روح محسن سليمان الذي فتح لي باب الفردوس وغاب.
#الحج_إلى_صقلية
, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,
Related Articles